بقلم
سامى نصر الله
تحتفل مصر بعيدين في ذات الوقت عيد الأضحى المبارك، وعيد صوم العذراء السيدة مريم القبطية، ففي هذه الأيام وتزامنًا مع عيد الأضحى المبارك يختتم الأقباط الأرثوذكس احتفالاتهم بصوم العذراء والذى استمر لمدة 15 يومًا، وسط أجواء روحانية خيمت عليها المحبة بين الجميع، فهذا ليس العام الأول ولن يكون الأخير لتزامن احتفالات المسلمين والمسيحيين، فهي مصر التي تحمل في طياتها وبين جنباتها كل خير ورزق وفير لكل أبناء شعبها المخلص الوفي الأبي، فهي اول دولة فى التاريخ، وجذورها تمتد الى قلب التاريخ، أنها مهد الحضارات وأرض الرسالات السماوية، وهذا قول التاريخ وبكل تأكيد لن ننسى قول النبى صلى الله عليه وسلم إن مصر وأهلها فى رباط إلى يوم القيامة. فمصر هي البلد التي مشي على ثراها نبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام، مصر هي بلد السيدة هاجر زوجة نبى الله سيدنا إبراهيم وأم سيدنا إسماعيل الذي جاء كل العرب من نسله، مصر أخذت أسمها من اسم ابن سيدنا نوح عليه السلام (مصرايم)، مصر ولد فيها نبى الله إدريس أول من كتب الأحرف بيده وأول من فصل الملابس ليلبسها البشر، مصر عاش ومات فيها نبى الله يوسف، مصر فيها خزائن الأرض بكل أنواعها وأشكالها، مصر عاش فيها نبى الله يعقوب وزوجته وأولاده، مصر ولد فها نبى الله موسى أكثر نبي ذكر في القرآن، مصر شرفت بصوت رب العالمين عندما كلم الله نبي الله موسى في الواد المقدس طوى، مصر حدثت على أرضها المعجزات شق الله فيها لنبى الله موسى طريق في البحر لينقذه ومن معه من فرعون وضرب موسى الحجر فيخرج منه أثنى عشر عين من الماء ليشرب كل فريق من بنى إسرائيل، مصر هي التي نزل الله فيها المن والسلوى على بنى إسرائيل، مصر هي التي أنزلت فيها التوراة على سيدنا موسى، مصر هي من اختارتها للحماية السيدة مريم أبنة عمران ومعها طفلها الرضيع نبي الله ورسوله عيسى، مصر هي التي عاشت فيها السيدة مريم ورسول الله عيسى، حيث شاءت الإرادة الإلهية أن ينجي الله عيسي عليه السلام من غدر الغادرين فحملته أمه السيدة مريم وجاءت به الي مصر وهو طفل رضيع ليعيش معها في رحاب مصر ما يقرب من السبعة أعوام. مصر البلد الوحيد الذي ذكر فى القرآن خمس مرات صراحة وأكثر من اثنى عشر مرة إشارة إلي مصر، مصر هي التي قال عنها رسول الله استوصوا بأهلها خير، مصر هي التي قال عنها عمر بن العاص إن إمارة مصر تعدل كل باقي دول الخلافة، مصر هي التي طلب الفاروق عمر بن الخطاب منها الغوث عندما حدثت المجاعة في شبة الجزيرة العربية وكان يموت الناس جوعًا، مصر هي التي دعى لها الفاروق عمرو وأهلها بالخير والنماء والرخاء، مصر هي البلد الوحيد التي ذكرت في كل الكتب السماوية التوراة والإنجيل والقرآن الكريم. مصر هي البلد الوحيد التي ذكرها الله وحباها بالأمن هي ومكة المكرمة فقط، فعلاقة الإسلام بكل الرسالات السابقة تعد علاقة عضوية ورابطة لا تنفصم عراها علي مر الأزمان. أنها مصر يا سادة جامعة لكل مشتت، وطن لكل شارد، حضن الأمن والأمان لكل خائف ورع، عوض لكل متضرر.